بعد تحصله على مقعد وحيد في 2011
بعد ان كان حزب الاتحاد الوطني الحر متحصلا على مقعد
وحيد في الانتخابات التأسيسية لسنة 2011، نجده اليوم يحتل المرتبة الثالثة ويتحصل
على 16 مقعدا. وتعتبر نتيجة غير متوقعة وفق نتائج سبر الآراء التي لم تشر الى أي
حظوظ له بالفوز. وقد تغلب على عديد الأحزاب التي كانت من ضمن الثالوث الفائز
سابقا.
لماذا تقدم حزب الاتحاد الوطني الحر للمرتبة الثالثة في
الانتخابات التشريعية لسنة 2014 بعد ان كان شبه مغيب في نتائج استطلاعات الرأي؟
هل يعود هذا التقدم الى مبدأ الحزب الرافض لسياسة
الاقصاء أم الى توسع القاعدة الجماهيرية بعد تحالفه مع أحزاب ذات توجهات مختلفة؟
في الوقت الذي تراجعت فيه الأحزاب التي تنادي بتحصين الثورة
في الانتخابات التشريعية كحزب المؤتمر من أجل الجمهورية وحركة النهضة صعدت الأحزاب
الرافضة للإقصاء في سلم النتائج مثل النداء والجبهة الشعبية والاتحاد الوطني الحر.
وهو المنطلق الذي فسر به البعض تقدم الاتحاد الوطني الحر من 1.27℅ الى 7.3℅ من نسبة المقاعد في البرلمان.
لكن عند القاء نظرة شاملة على سياسة الحزب يدرك ان هذا
التوجه في التحليل لا يستقيم أولا لان رفض مبدأ الاقصاء متجذر منذ تأسيس الحزب في
19 ماي 2011 ورغم ذلك كانت النتائج محتشمة للغاية. ونفس الشيء بالنسبة لعديد
الأحزاب الأخرى التي تتبنى الموقف ذاته لكن لم تظفر بأي مقاعد لا في التأسيسية ولا
في التشريعية مثل الحزب الوطني التونسي والحزب الدستوري التونسي والحركة
الديمقراطية للإصلاح والبناء الى جانب تراجع حزب المبادرة من 5 الى 3 مقاعد.
التحالفات الحزبية
فيما يتعلق بتوسع القاعدة الجماهيرية للحزب بعد تحالفه
مع 7 أحزاب في 7 ماي 2013 وهي "الخيار الثالث" و"اليسار
الحديث" و"حركة المواطنة" و"الحزب الليبرالي التونسي"
والبديل الديمقراطي" و"حركة المواطنة والعدالة" و"صوت
الإرادة". والتي قد تؤدي الى تقدم الحزب في النتائج التشريعية 2014 نذكر مثلا
حزب العمال الشيوعي الذي لم يتحصل الا على 3 مقاعد في التأسيسي واليوم نجده يتحصل
على 15 مقعدا وذلك بعد تحالفه مع 11 حزبا يساريا وقوميا وتكوين ائتلاف سياسي يضم
حزب العمال وحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد (الوطد) وحزب النضال التقدمي وحزب
الطليعة وحركة البعث بتونس وحركة الشعب ورابطة اليسار العمالي وحزب تونس الخضراء
والجبهة الشعبية الوحدوية والحزب الشعبي للحرية والتقدم وحزب القطب والتيار
الشعبي. وكلها أحزاب لم يكن لها وزن يذكر في المجلس الوطني التأسيسي 23 أكتوبر
2011 وهذا التحالف قد يمثل العوامل المباشرة في تقدمه في 2014.
تجميع الأصوات المشتتة
لعل كذلك من أبرز أسباب تراجع الأحزاب التي حققت نتائج
جيدة في انتخابات 23 أكتوبر 2011 انها شهدت انقسامات كثيرة ويأتي على رأس هذه
الأحزاب المؤتمر من اجل الجمهورية الذي انشقت عنه عدة أحزاب منها "حركة
وفاء" و"حزب التيار الديمقراطي" و"الحزب الديمقراطي
التقدمي" وهو ما حصل كذلك مع "التكتل من اجل العمل والحريات" حيث
شهد عديد الانسحابات التي التحقت "بنداء تونس". ونفس الشيء بالنسبة
لتيار المحبة (العريضة الشعبية سابقا) الذي تراجعت نسبته بعد اعلان قياداته خوض
الانتخابات بشكل منفرد.
قد يعتبر توحيد الأصوات المشتتة عاملا مهما في بروز عديد
الكتل السياسية والظهور فعليا على الساحة السياسية مثلما حصل مع حزب "الاتحاد
الوطني الحر" لأن تجميع الأصوات يرفع من فرص تقدم الأحزاب.
وفق هذه المعطيات نتأكد من ان التحالفات الحزبية هي التي
تقف وراء تقدم الاتحاد الوطني الحر وليس سياسته الرافضة للإقصاء. فبعد ان ضم اليه
7 أحزاب ذات توجهات مختلفة وقام بتجميع الأصوات المشتتة تمكن الاتحاد من احتلال
المرتبة الثالثة في الانتخابات التشريعية لسنة 2014.
فهل سيكتفي الاتحاد الوطني الحر بهذا التحالف ام سيبحث
له عن تحالفات أخرى لكسب أكثر أصوات ومقاعد ممكنة؟
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire