mardi 9 décembre 2014

الوسط الجامعي مجالا للصراع السياسي


مواجهات عنيفة

على إثر المواجهات العنيفة التي دارت بين أعضاء الاتحاد العام لطلبة تونس والاتحاد العام التونسي للطلبة يوم 4 ديسمبر 2014 خلال الاحتفال بذكرى وفاة الزعيم فرحات حشاد بكلية الآداب والفنون الإنسانية بمنوبة تحت شعار "لا للعنف...الساحة للجميع"، رأينا ان نسلط الضوء على ظاهرة العنف التي تغلغلت في الوسط الجامعي. ومن هذا المنطلق قمنا باستطلاع رأي لمجموعة من الطلبة حول هذا الخطر التي بات يتهدد جامعاتنا.


يرى قدور الرقي وهو طالب مرسم بالسنة الثالثة صحافة ان ما حصل بين النقابتين في كلية الآداب هو نوع من الاقتتال بين الطلبة "ضرب، هراوات، أدوات حادة. أتأسف كثيرا لهذه الممارسات عندما تحدث في الكلية اذ خيل لي للحظة اننا لسنا داخل حرم جامعي. لا أتصور انهم طلبة او انهم درسوا يوما: ضرب، سب، شتم وصمت مريب من الإدارة وانحياز من الإطار التعليمي في كلية الآداب وكأننا اما تونسيين يتهجمون على صهاينة".
مضيفا "الى اين نحن ذاهبين؟ سلطة الاشراف صامتة ونقابات صامتة والإطار التربوي صامت وبالطبع سيكون الخاسر الأكبر هو الطالب حيث انه يعاني من تفرقة كبيرة في الصف الطلابي". منهيا كلامه ب «صحيح لنا نقابتين لكن في نهاية الامر يشتركون في هدف واحد الا وهو الطالب ومصلحته. لكن الواقع أثبت أننا امام عصابتان اثنان متهيئتان للقتال في كل وقت".
الطالب قدور الرقي

ومن جهتها تقول الطالبة سهير الغضاب سنة ثانية إجازة أساسية صحافة ان ما حدث من طرف النقابتين لا يمت للإنسانية والوعي والثقافة بصلة. اذ يجب ان تكون هذه النقابات يد واحدة للتقدم بالمستوى الجامعي ولتحقيق مطالب الطلبة والسهر على تلبية مشاغلهم. لكن على خلفية ما حصل أرى شخصيا انه من الأفضل حل الطرفين بما انهم لم يقدما شيئا للطلبة بل العكس هو الحاصل".
سهير الغضاب


ويقول يسري اللواتي عضو بالاتحاد العام لطلبة تونس ان رد الفعل الذي صدر عن النقابة التي ينتمي اليها كانت "عادية ومعقولة" حسب قوله بعد السب والعنف اللفظي الذي طالهم من الاتحاد العام التونسي للطلبة. اما زميله صابر الميساوي يرى ان العنف ليس بغريب عن الجامعات التونسية فمنذ ان نشأت الجامعة ولد العنف داخل اسوارها. لكن ما يستغربه هو ان النخبة المثقفة في تونس أصبحت عنيفة اذ يقول "عندما يصبح المثقف عنيفا فعلى الدنيا السلام ولا مجال بعدها للوم على المواطن العادي... ومن جانبي ادعو هذه النخبة ان تكون أكثر وعيا وان تدين العنف مهما كانت أسبابه".
صابر الميساوي
يسري اللواتي


اما كريم بو علي المرسم بالسنة أولى ماجستير صحافة استقصائية والذي كان من أبرز الأطراف التي تعرضت للاعتداء قال "إن هذه التظاهرة قد التأمت تحت شعار "لا للعنف... الساحة للجميع" وقد تفاعل معها الطلبة إيجابيا وبينما كان الاتحاد العام التونسي للطلبة يلقون كلمتهم ويسترجعون التاريخ النضالي للزعيم فرحات حشاد ما راعنا الا وان هناك اطراف تنتمي للاتحاد العام لطلبة تونس قد اعتدوا علينا بالعنف لكن رغم ما تعرضت له من ضرب فأنا ارفض العنف رفضا قطعيا ونحن لا نبادر به ابدا ولم نرد بالمثل بل التجأنا الى مقر الإدارة لكن الكاتب العام شكري عون حرض علينا تحريضا واضحا وموثقا ليتم الاعتداء علينا".

اذا اصبح الفضاء الجامعي ميدانا للصراعات الفكرية والسياسية ويتأثر بالتحولات والتوجهات العامة للبلاد وهذا ما استنكره الطلبة لان الجامعة هي اساسا  مجالا لتكريس الوعي والتسامح ويجب ان تقطع مع كل اشكال العنف والتعصب.


0 commentaires:

Enregistrer un commentaire