dimanche 17 novembre 2013

علاقة حركة النهضة بالاتحاد العام التونسي للشغل في تصدع دائم





النهضة والاتحاد: أية علاقة؟








اندلعت ثورة 14 جانفي و اندلعت معها شرارة الانشقاقات الحزبية والتصدعات بين مختلف التيارات في البلاد وكذلك الصراعات التي خلفتها رغبة الوصول الى السلطة والاستماتة للبقاء فيها.ومن أبرز هذه الصراعات في تونس اليوم صراع طرفاه الحزب الحاكم "حركة النهضة" والاتحاد العام التونسي للشغل" أكبر منظمة نقابية في البلاد.

الفضلات بداية الصراع:

اشتد التوتر في هذه العلاقة في 20_02_2012 عندما اشتكت مقرات الاتحاد العام التونسي للشغل من عمليات تكديس الفضلات أمامها وتوجيه شكوكها الى حركة النهضة بالوقوف وراء عمليات وضع الفضلات أمام مقر الاتحاد بالعاصمة وبعض المقرات الجهوية مثل الكاف وبنزرت ولايةالقصرين، حيث نشر ناشط نقابي خبرا مفزعا يتهم مليشيات النهضة باقتحام مقر اتحاد الشغل في فريانة وإضرام النار في مكتب الكاتب العام.

وأكد الناطق الرسمي باسم الاتحاد "سامي الطاهري" في تصريح له مع "الجريدة" في نفس اليوم أن الاتحاد تابع حملة شنتها بعض الصفحات التابعة لحركة النهضة على الفايسبوك منذ أكثر من أسبوع المتورطة في التحريض على العمال المضربين وعلى الاتحاد ووجود عدة تعاليق تدعو إلى رمي الفضلات أمام مقراته أو مقرات البلديات في المدن والقرى.
واعتبر أن ذلك مؤشرا على "انتشار الفاشية" وضرب للحق النقابي للعمال تشنه ميليشيات ضد القانون حسب تعبيره.
كما بين أن الاتحاد تحصل على أرقام اللوحات المنجمية للسيارات التي هجمت ليلا كما أن هناك شاهد على أن عددا من الملتحين قاموا بإلقاء الفضلات, وطالب الحكومة بفتح تحقيق عاجل في هذا الشأن محذرا من إضراب مفتوح لأعوان البلدية مؤكدا أن الاتحاد له كل وسائل الردع اللازمة لمثل هذه التصرفات (المصدر : الجريدة 21_02_2012).

وفي المقابل  نددت حركة النهضة بهذه التصرفات حيث أكدت "أمة الله الجوادي" ملحقة صحفية بالحركة أنه لا يمكن أن يكون كل ملتحي "نهضاوي" ولا يمكن أن ننسب أي اعتداء على الاتحاد العام التونسي للشغل لحركة النهضة.
كما أعلنت الحركة  أن اتهام الناطق الرسمي باسم الاتحاد العام التونسي للشغل منتسبين لها بالقيام باعتداءات على مقرات الاتحاد يعتبر من باب "الافتراء والتضليل" ،مؤكدة ان هذه الاتهامات هي من قبيل "التحريض والتجييش" الذي "تقوم به بعض الأطراف في اتحاد الشغل لغايات سياسية مكشوفة".وشددت على أنها "تحتفظ بحقها في تتبع" كل من يوجه إليها "اتهامات مجانية". 
وبعد أن أكدت على "أن حق الإضراب مكفول دستوريا" وعلى أنها "تحترم كل إضراب شرعي"، استنكرت حركة "النهضة" في بيان لها عمليات إلقاء الفضلات أمام بعض المقرات الجهوية والمحلية للاتحاد باعتباره "تصرفا غير حضاري".
وذكر البيان انه بخلاف ما أسمته "مزاعم وافتراءات الناطق الرسمي باسم اتحاد الشغل فإنه "لم يتم حرق مقر الاتحاد المحلي للشغل بفريانة"، مشيرة إلى أن "معاينة العدل المنفذ تؤكد ذلك". (وات 21_02_2012).

أعمال العنف في ساحة محمد علي
في إحياء ذكرى وفاة النقابي فرحات حشاد:

يوم 4 ديسمبر2012 وفي إحياء الذكرى 60 لاغتيال الزعيم فرحات حشاد  تعرض مقر الاتحاد العام التونسي للشغل بساحة محمد علي لهجوم من طرف مجموعات نتج عنه اصابة 10 أشخاص بجروح. ووفق ما ورد في العديد من وسائل الاعلام تبين أن مجموعة من رابطة حماية الثورة قد قامت بهذا الهجوم.
كما أعلن الأمين عام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل حفيظ حفيظ لإذاعة شمس أف أم أنه وإثنين من الأمناء المساعدين سمير الشفي  والمولدي الجندوبي وعدد آخر من النقابيين تعرظوا للاعتداء بالضرب بالحجارة وآلات حادة من طرف رابطات حماية الثورة.وجاء ذلك تزامنا مع إمضاء إتفاق الزيادة في الأجور في القطاع الخاص والعام.
واندلعت المواجهات لما تقدم حوالي 300 عنصر تابعين للجان حماية الثورة إلي التجمع الاحتفالي الذي نظمه الإتحاد العام التونسي للشغل أمام مقره المركزي في ساحة محمد علي رافعين شعارات تتهجم علي قيادات الاتحاد .
واضطرت قوات الأمن لاستخدام الغاز المسيل للدموع لحماية قيادات ونشطاء إتحاد الشغل وتفريق المهاجمين فيما ساد جو من التوتر والشنج وسط العاصمة.
وفي يوم 6 أفريل 2012 قدم الاتحاد العام التونسي للشغل خلال ندوة صحفية عقدت في مقر الاتحاد بساحة محمد علي، تقريره النهائي حول أحداث ساحة محمد علي ليوم 4 ديسمبر 2012. وحمّل التقرير رابطات حماية الثورة مسؤولية أحداث العنف التي شهدتها الساحة.
وفي المقابلعبرت حركة النهضة التونسية يوم 10 أفريل عن رفضها لهذه الاتهامات الموجهة إليها و بتورطها في احداث العنف التي استهدفت المقر المركزي للاتحاد ومناضليه قبل اشهر.

وقالت انها فوجئت بتقديم اتحاد الشغل بشكل احادي الجانب لنتائج التحقيقات حول احداث يوم 4 ديسمبر من العام الماضي.
وصرحت النهضة في بيان إن الفريق الممثل لنقابة العمال في لجنة التحقيق "استبق النتائج وسارع الى اتهام بعض الاطراف من بينها حركة النهضة"، منوهة بأنها ترفض "الاتهامات الباطلة الموجهة اليها في احداث العنف تلك"، والتي وصفها حينها أمين عام الاتحاد حسين العباسي بأنها "اغتيال ثان لفرحات حشاد"، مؤسس اعرق نقابة في الدول العربية وافريقيا.

من جهة اخرى اكدت النهضة ان "الوثائق والأشرطة التي اطلعت عليها لجنة التحقيق لا تحتوي على اية ادانة لها او لأنصارها"، مضيفة انها تخشى "أن يكون تجاهل اعمال لجنة التحقيق والمسارعة الى اعلان موقف غير موضوعي من تلك الاحداث ذريعة للتصعيد والدفع الى شن اضرابات منهكة ومربكة" حسبما جاء في بيان الحركة.

مبادرة الاتحاد للحوار الوطني:

توترت العلاقة بين الاتحاد العام التونسي للشغل وحركة النهضة عقب تحفظات الأخيرة على خارطة الطريق التي طرحتها أربع منظمات من ضمنها الاتحاد للخروج من الأزمة السياسية التي تعيشها تونس.

وتجلّى هذا التوتر بعد إعلان الاتحاد عن فشل المفاوضات تبعه قرار هيئته الإدارية 22 سبتمبر 2013 الدخول في احتجاجات واعتصامات ضدّ الترويكا في الجهات تمهيدا لتنفيذ مسيرة كبرى بالعاصمة لإجبار الحكومة على الاستقالة.

واتخذ القرار ردّا على ما اعتبره الاتحاد 'مماطلة' من حركة النهضة في القبول بخارطة الطريق المتمثلة في إقالة الحكومة الحالية وتعويضها بحكومة غير متحزبة وذلك خلال ثلاثة أسابيع من انطلاق الحوار بين الفرقاء تمهيدا لإجراء الانتخابات المقبلة.


وكانت حركة النهضة قد أعلنت عن تحفظاتها بشأن خارطة الطريق، وتمسكت بإنهاء مرحلة التأسيس أوّلا من خلال إقرار الدستور وصياغة قانون الانتخابات وتحديد موعدها قبل تسليم السلطة لحكومة جديدة.
كما اتهمت النهضة الاتحاد بالانحياز للمعارضة  على خلفية تهديداته بتحريك الشارع واتخاذ قرارات تصعيدية.
وردا على هذا الموقف يقول "رفيق عبد السلام" أحد أبرز قيادي الحركة أنه "إذا كان الاتحاد يسعى لاستخدام الشارع فأطراف الحكومة تستطيع أن تستخدم الشارع هي أيضا".

وفي نفس السياق يقول "حسين العباسي" أن هناك نوع من التشبث في الحكم جعل المناورة هي الغالبة على خطاب حركة النهضة لربح الوقت، مؤكدا أنّ موقفها "الجديد الوحيد" هو قبولها بتشكيل حكومة محايدة تشرف على الانتخابات المقبلة "لكن دون أن تحدد متى يقع تشكيلها أو ما هي صلاحياتها؟".
وفي تصريح للحبيب اللوز عضو مجلس الشورى لحركة النهضة إنتقد فيه العباسي بشدة قائلا:"من يكون اتحاد الشغل حتى يملي اراءه على النهضة؟"

العلاقة بين الاتحاد العام التونسي للشغل وحركة النهضة تتجاذبها الكثير من الصدامات والصراعات الناجمة عن الاختلاف في التوجهات والأهداف وفي سبل تحقيقها للخروج بالبلاد من الازمة الراهنة.





0 commentaires:

Enregistrer un commentaire